محافظة فرسان
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق
محافظة فرسان، هي إحدى محافظات منطقة جازان، جنوب غربي المملكة العربية السعودية من الفئة (ب). وتُعدُّ الأقل سكانًا في منطقة جازان، إذ يعيش فيها 13,529 نسمة، ما يعادل 1% فقط من سكان المنطقة حسب تعداد السعودية 2022، وهي أكبر المناطق المأهولة بالسكان على مستوى جزر المملكة.
تاريخ جزيرة فرسان
عرفت جزر فرسان على مدار التاريخ مرور العديد من البشر بحكم موقعها في طريق تجارة، وهو ممر مائي حيوي في البحر الأحمر، ومنذ الألفية الأولى قبل الميلاد، شهدت زيارات لها من البلاد العربية وأفريقيا وأوروبا. وكانت تُعرف باسم بورتوس فيريسانوس. وقد تم العثور على نقش لاتيني على الجزيرة يعود تاريخه لعام 144م، ويشير إلى وجود حامية رومانية على الجزيرة. وتوجد بها آثار من حضارات الشعوب التي مرت بها، مثل أكسوم والعرب. وخلال الحرب العالمية الثانية، بنى الألمان حصنًا على إحدى جزر الأرخبيل.
موقع محافظة فرسان
تقع محافظة فرسان إلى الغرب والجنوب الغربي لمدينة جازان؛ على بعد trăng tròn ميلًا بحريًّا غرب شواطئ المنطقة، وتبعد 50 كلم من مقر المحافظة -مدينة جازان- وهي تقع بين خط العرض 16.7 شمالًا، وخط الطول 41.7 شرقًا في القسم الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر، وتبلغ مساحتها نحو 1050 كلم2. وتُعدُّ جزيرة فرسان (فرسان الكبرى) أكبر جزر الأرخبيل من حيث المساحة والوجود السكاني، حيث إن مساحتها تصل إلى حوالي 380 كلم2.
جزر محافظة فرسان
يتكون أرخبيل فرسان من 200 جزيرة تختلف في مساحاتها، وتُعدُّ جزيرة فرسان الكبرى أكبر جزر الأرخبيل، ويوجد بها مقر محافظة فرسان والإدارات الحكومية الأخرى.
تُمثّل جزيرة فرسان الصغرى "السقيد" ثاني جزر الأرخبيل من حيث المساحة التي تقدر بنحو 14 كلم2، وكذلك ترتبط بجزيرة فرسان الكبرى عن طريق جسر تم تشييده عام 1406هـ. وثالث جزر الأرخبيل المأهولة بالسكان هي جزيرة "قماح"، وتُعدُّ أقل الجزر من حيث المساحة وعدد السكان، وتقع إلى الجنوب الغربي من جزيرة فرسان الأم، ويفصل بينهما ممر مائي.
التنوع الأحيائي في جزر فرسان
تُمثّل جزر فرسان موقعًا مميزًا للتنوع الأحيائي، سواء في البر أو البحر، ولذلك أعلنتها الهيئة السعودية للحياة البرية "المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية حاليًا"، منطقة محمية في عام 1996م، حيث تتميز الجزيرة بشعابها المرجانية النقية، كما تشكّل موطنًا لمجموعة متنوعة من الأسماك والطيور المعروفة عالميًا مثل النورس الأبيض والعين والحنكور وصقر الغروب، وفي برّها يوجد غزال فَرسان المهدد بالانقراض.
تضم مياه جزر فرسان أكثر من 230 نوعًا من الأسماك، كما تتميز باحتوائها على عديد من الأحياء البحرية الفطرية المهددة بالانقراض، و50 نوعًا من المرجان، وتتميز بالأعشاب والطحالب البحرية وغابات القندل والقرم المهمة كحاضنات لصغار الأسماك والقشريات، كما تحتوي على أكثر من 230 نوعًا من الأسماك.
في بر أرخبيل فرسان يوجد أكبر تجمع من ظباء الإدمي أو الغزال الفرساني بالمملكة، وتُعدُّ الجزر من أهم الممرات لهجرة الطيور، حيث تحوي نحو 165 نوعًا من الطيور، وتضم أكبر تجمع للبجع وردي الظهر في البحر الأحمر، وأكبر تجمع للعقاب النساري في الشرق الأوسط، وهي مزار سنوي لسمك الحريد الذي يزور فرسان مرة واحدة في كل عام، كما أنها تحوي أكثر من 180 نوعًا من النباتات، أربعة منها يقتصر وجودها في المملكة على جزر فرسان.
السياحة والآثار في محافظة فرسان
تضم جزر فرسان إمكانات سياحية مميزة وأماكن أثرية عديدة، وامتازت منذ القدم بمصائدها الغنية باللؤلؤ الذي كان من أهم مصادر الرزق لأبناء فرسان، إلى جانب صيد الأسماك الذي يُعدُّ المهنة الرئيسة للسكان. وتحتوي فرسان على آثار مهمة مثل جبل لقمان، وهو عبارة عن حجارة ضخمة متهدمة تشير إلى أنها أنقاض لقلعة قديمة، وبالقرب منها توجد بعض المقابر القديمة، إلى جانب بيت الجرمل في جزيرة قماح، ومسجد النجدي الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1347هـ/1928م.
ومن معالم فرسان منزلا الرفاعي الأثريان، وما يتميزان به من أسلوب معماري، وتعود ملكية أحدهما للسيد أحمد المنور الرفاعي، والآخر للسيد حسين بن يحيى الرفاعي. ويُزيّن منزل المنور الرفاعي الذي تم الانتهاء من بنائه في العام 1341هـ/1923م، أحزمة من الداخل حفرت عليها كتابة الآيات القرآنية، وأحزمة أخرى من الخشب على جدار المنزل من الخارج، وقد تم تحويل المنزلين والأراضي المحيطة بهما إلى مركز ثقافي.
تشمل المواقع الأثرية والسياحية في جزر فرسان أيضًا قرية المحصور، والتي تبعد عن فرسان الكبرى نحو 45 كلم، وتمتاز بوجود مجموعة كبيرة من أشجار النخيل وعذوبة المياه. ومن المواقع السياحية بجزر فرسان منطقة عبرة، ومنطقة القندل وتقع شمالي جزيرة فرسان، وساحل العشة، ومنطقة مفقودة، ومنطقة الفقوة، والقصار، والمحرق، والحسين.
يوجد في جنوبي جزيرة فرسان أيضًا وادي مطر الذي تنتشر على صخوره نقوش حميرية، وفي قرية القصار بالجزيرة يوجد موقع الكدمي الذي يحوي بنايات متهدمة ذات أحجار كبيرة وبقايا أحجار تشبه إلى حد كبير الأعمدة الرومانية.
نظير ما تتمتع به محمية جزر فرسان من تنوع بيئي وحياة فطرية نادرة، تم في عام 1443هـ/2021م، تسجيلها في برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب)؛ أحد البرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
يستخدم سكان محافظة فرسان وزائروها مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة جازان، وهو أقرب المطارات إليها، وهو مطار إقليمي تصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 900 ألف مسافر سنويًّا.
التعليم العالي في محافظة فرسان
توجد في محافظة فرسان إحدى مؤسسات التعليم العالي وهي كلية العلوم والآداب التابعة لجامعة جازان، والتي أُنشئت في العام الجامعي 1422هـ/1423هـ، وتُعدُّ الأولى من نوعها في الجزيرة، حيث بدأت بمسمى كلية التربية فرع جازان، ثم انضمت إلى جامعة جازان تحت مسمى كلية العلوم والآداب بفرسان في العام الجامعي 1426هـ/1427هـ، والآن أصبحت تحت مسمى الكلية الجامعية بمحافظة فرسان، وتضم أقسام: التمريض، والاقتصاد المنزلي، واللغة الإنجليزية.